الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- الحديث السادس والسبعون: قال المصنف: ومفزعه "يعني الشافعي" الحديث المعروف، قلت: يشير إلى قوله عليه السلام: - "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان"، وهذا لا يوجد بهذا اللفظ [قال ابن السبكي في "طبقات الشافعية" ص 25 - ج 2: وقفت على "كتاب اختلاف الفقهاء - للإمام محمد نصر" قال: يروى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "رفع اللّه عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه". إلا أنه ليس له إسناد يحتج بمثله، اه: ثم قال: استفدت من هذا أن لهذا اللفظ إسنادًا، ولكنه لم يثبت، ثم قال: قلت: ثم وجد رفيقنا في طلب الحديث، شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي الحديث بلفظه، في رواية أبي القاسم الفضل بن جعفر بن محمد التميمي المؤذن، المعروف بأخي عاصم، فإنه قال: حدثنا الحسين بن محمد حدثنا محمد بن المصفى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رفع عن أمتي الخطأ. والنسيان. وما استكرهوا عليه"، لكن ابن ماجه روى في "سننه" الحديث بهذا الاسناد بلفظ غيره، ثم ذكر إسناد ابن ماجه. ولفظه، كما ذكر الحافظ المخرج رحمه اللّه تعالى.]، وإن كان الفقهاء كلهم لا يذكرونه إلا بهذا اللفظ، وأقر ما وجدناه بلفظ: "رفع اللّه عن هذه الأمة ثلاثًا"، رواه ابن عدي في "الكامل" من حديث أبي بكرة، وسيأتي، وأكثر ما يروى بلفظ: "إن اللّه تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان"، هكذا روى من حديث ابن عباس. وأبي ذر. وثوبان. وأبي الدرداء. وابن عمر. وأبي بكرة. أما حديث ابن عباس، فأخرجه ابن ماجه في "سننه - في الطلاق [في "باب طلاق المكره والناسي" ص 148 عن محمد بن المصفى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي باسناده، والطحاوي في "باب طلاق المكره" ص 56 - ج 2، والحاكم في "المستدرك" ص 198 - ج 2، والدارقطني: ص 797، كلهم عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس، سوى ابن ماجه، فإنه لم يذكر عبيدًا، قال الحافظ في "التلخيص" ص 109: قال النووي في "الطلاق - في الروضة، في تعليق الطلاق": حديث حسن، وكذا قال في "أواخر الأربعين - له"،اهـ]" عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "إن اللّه وضع عن أمتي الخطأ والنسيان. وما استكرهوا عليه"، انتهى. ورواه ابن حبان في "صحيحه" في النوع الثامن والستين، من القسم الثالث عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعًا، وكذلك الحاكم في "المستدرك - في الطلاق"، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، انتهى. وأما حديث أبي ذر، فرواه ابن ماجه أيضًا [ص 148، وشهر: فيه كلام، تقدم، وفيه انقطاع.] حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي حدثنا أيوب بن سويد حدثنا أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي ذر الغفاري، مرفوعًا نحوه، سواء. وأما حديث ثوبان، فرواه الطبراني في "معجمه" حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النصر حدثنا يزيد بن ربيعة حدثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعًا، نحوه، قلت: لفظه: "إن اللّه تجاوز عن أمتي ثلاثة: الخطأ. والنسيان. وما أكرهوا عليه". وأما حديث أبي الدرداء، فرواه الطبراني أيضًا [من حديث أبي الدرداء، ومن حديث ثوبان، وفي إسنادهما ضعف "تلخيص". ] حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا نحوه. قلت: لفظه: "إن اللّه تجاوز لأمتي عن النسيان. وما أكرهوا عليه". وأما حديث ابن عمر، فرواه أبو نعيم في "الحلية - في ترجمة مالك": حدثنا الحسن ابن أحمد بن صالح السبيعي حدثنا عبد اللّه بن الصفر [في نسخة "الصقر".] السكري حدثنا محمد بن المصفى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "إن اللّه وضع عن أمتي الخطأ. والنسيان. وما استكرهوا عليه"، انتهى. وقال: غريب [قال البيهقي: ليس بمحفوظ، وقال الخطيب: الخبر منكر عن مالك "التلخيص".]" من حديث مالك، تفرد به ابن مصفى عن الوليد، انتهى. وأخرجه العقيلي في "كتابه"، وأعله بابن المصفى، وضعفه عن أحمد. وأما حديث أبي بكرة، فرواه ابن عدي في "الكامل" عن جعفر بن جسر [في نسخة "حشر". ] بن فرقد حدثني أبي عن الحسن به، عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "رفع اللّه عن هذه الأمة ثلاثًا: الخطأ. والنسيان. والأمر يكرهون عليه"، قال الحسن: قول باللسان، فأما اليد، فلا، انتهى. وعده ابن عدي من منكرات جعفر هذا، قال: ولم أر للمتكلمين في الرجال فيه قولا، ولا أدري لما غفلوا عنه، ولعله إنما هو من قِبَل أبيه، فان أباه قد تكلم فيه بعض من تقدم، لأني لم أر جعفرًا يروي عن غير أبيه، انتهى. قال ابن أبي حاتم في "عللّه [قال عبد اللّه بن أحمد في "العلل": سألت أبي عنه فأنكره جدًا، ونقل الخلال عن أحمد، قال: من زعم أن الخطأ والنسيان مرفوع، فقد خالف كتاب اللّه وسنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فان اللّه أوجب في قتل النفس بخطأِ الكفارة "التلخيص الحبير" ص 109.]": سألت أبي عن حديث رواه الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "إن اللّه وضع عن أمتي الخطأ. والنسيان. وما استكرهوا عليه"، وعن الوليد عن مالك عن نافع عن ابن عمر مثله، وعن الوليد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عامر مثله، فقال أبي: هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة، ولا يصح هذا الحديث، ولا يثبت إسناده، انتهى. - الحديث السابع والسبعون: قال عليه السلام: - "إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، وإنما هي التسبيح والتهليل وقراءة القرآن"، قلت: رواه مسلم في "صحيحه" من حديث معاوية بن الحكم السلمي، قال: بينا أنا أصلي مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذ عطس رجل من القوم، فقلت له: يرحمك اللّه، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني، لكني سكت، فلما صلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، - فبأبي هو وأمي - ، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فواللّه ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، ثم قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، الحديث بطوله، وللبيهقي [ص 250 ج 2]"إنما هي"، قال النووي في "الخلاصة": بسند صحيح، وفي لفظ للطبراني في "معجمه": إن صلاتنا لا يحل فيها شيء من كلام الناس، وبوَّب عليه مسلم "باب نسخ الكلام في الصلاة": والمصنف استدل بهذا الحديث على أن الكلام مبطل للصلاة. وللخصم عنه جوابان: أحدهما: إن قوله: "لا يصلح" ليس دالًا على البطلان، ولكن معناه أنه محظور، وليس كل محظور مبطل. الثاني [هذا جواب البيهقي في "سننه الكبرى". ]: قالوا: إنه لم يأمره بالإِعادة، وإنما علمه أحكام الصلاة، انتهى.
|